الغرق
حمور زيادة
أتابع حمور زيادة منذ فترة عبر منصة إلكترونية للتواصل تعرفت عليه عبر حدث ثقافي حضرته عن طريق فيديوهات مسجلة وقررت أن أقرأ له شوق الدراويش حين وصولها لبنغازي.
مدفوعة بحبي لمعرفة الثقافات المختلفة وسماع القصص عن المدن والقرى في كل بقاع الدنيا أحببت تجربتي الأولي مع الأدب السوداني مع أمير تاج السر ما شجعني للبحث عن المزيد.
في معرض الكتاب الذي أقيم في يناير هذا العام صادفت هذا الغلاف بصورة بورتريه لجاد الله جبارة رحمه الله كأنها تخبرك قصة بحد ذاتها ثم انتبهت للعنوان واسم الكاتب واقتنيته دون تفكير.
سألت البائع عن مؤلفات أخرى؛ لكن لم يكن على رف كتبهم إلا الغرق.
266 صفحة، في قرية حجر نارتي. بين بيت الناير والبدري والنيل الذي "يحتضنها حبيبة غائبة".
تجتمع رائحة الموت ولذة الحياة في آن واحد.
وفود معاينة جثة، تسامر حول قهوة. من هنا تبدأ حكايات الونس أو القهر.
لغة جميلة أسلوب مريح. يجعلك تتخيل المكان والناس. بجمل قصيرة موجزة؛ موروث وطبيعة حاضره.
الحب يمر خفيا في حوارات الحاج البشير.
العسكر وتأييدهم المنتزع. . هنا أيضا. . النضال منذ عهد الطليان. . يمر دائما بمن يوجهون بنادقهم نحو الزعيم بدلا من الأعداء؟
فترة تمرد العساكر السودانيين، ثم خروج الجيش المصري من البلاد
الرق ومهانة النساء فيه أن تضل الغرف الطينية الملحقة. باب يفتح عنوه بسطوة الذكور. هذا ما يؤلمني دائما في حكاية الرق والعبيد. وماينتج عنها من ولادات محكوم عليها بمصير مماثل.
عبده مستباحة لشهوة الذكور. أو أطفال خدج ربما لا يطيلون البقاء. وإن" نجوا من الموت، وما نجوا من الحياة".
تتفوق العادات والتقاليد على الدين والقانون في هذه المجتمعات التي" تستعين بالصالحين وتتشبث بالأولياء".
قد تصبح عمدة، تتزوج ابنة عمك، وتنجب أطفال. لأنه المتوقع منك لا رغبتك الحقيقة.
لترضي الأعمام. . والعشيرة وتحافظ على العمودية وبعد ثلاثين عام يطاردك الندم في لحظات صفوك وكدرك.
الحديث عن ما يدور في الغرف المغلقة بما يتحمل من أسئلة واستغراب وتعجب واستنكار أحيانا يحتاج من يلقي عليه الضوء، نجح محور بلغة بسيطة أن يزيل عنه بعض أو كل الغموض ببعض التورية والكثير من المباشرة.
نفس المشاعر والأسئلة التي باغتتني عند قراءة زرايب العبيد لنجوى بن شتوان.
نفس القصص في بقعة جغرافية أخرى وكأنه تاريخ موحد للقهر.
أربع نجمات من خمس.
صدرت عن دار العين 2018
قراءة ممتعة ومثمرة لكم 🌻
تعليقات
إرسال تعليق