السبت، الثامن من تشرين الأول الساعة 11:40ليلا
مررت في قصص الانستجرام على عرض تجميلي لإزالة الندوب، تحسست وجهى، نهاية الأنف بين العينين، جهة اليمين قليلا، فكرت لحظة، لم تطول هل أحاول ربما تختفي هذة الندبة، لكنها لم تزعجني يوما هكذا أجبت نفسي.
![]() |
pexels.com |
تذكرت آلم ذلك اليوم في غرفة الغرز، لا أذكر من الغرفة غير بكاء بصوت عالى وعيون مغمضة، وشكل لوحة التعريف بالغرفة، كصورة سينمائية شبه مظلمة بضوء يناسب السيناريو.
كنت في الصف الأول الابتدائي، فتاة بجديلتين و ملابس المدرسة الرسمية باللون الازرق، و ابن الجيران ينتظرني حتى يرافقني في الطريق القصير جدا، كانت أمى تقف في الشرفة وتراقبني حتي نصل.
قدر لى يومها أن أتعثر على الدرج، ويغطى وجهي بالدماء، وأزور غرفة الغرز، وأعيش بندبه لا أذكرها أغلب الوقت، حتى عندما أنظر الى المرآه أشعر أنها جزء من وجهي لن أكون أنا بدونها.
لا أعرف كيف تبلورت هذه القدرة العجيبة عندي لحب ما يراه الناس نقص، خطوطي التعبيرية، لا تزعجني ، الندبة جزء منى، الجزء الظاهر من اللثة العلوية عند الضحك لا أطمح لإخفائه كما نصحتني أحداهن بحقن للشفاه،أو قص ونحت اللثة.
أقبل النقص، متصالحة مع كونى كائن بشري يصيب ويخطئ، ولن يجتمع الناس على حبه، وتعبرني لحظات ضعف اكاد فيها أن أكفر بكل ماقلت عن حب الذات والتصالح مع النفس، لكنى أحاول.
التغيير مهم، الاهتمام مطلوب، لكن فيما تريد بحق، فيما تحتاج وليس مجاراة للقوالب الجاهزة والأنماط الموحدة لما يجب أن يكون عليه الشخص.
دونت لنفسي في المستقبل، لأعرف إلى أي حد يمكن أن يغيرني الزمان.
وتذكرت كل الأيام الجميلة، أيام التدريب الجراحى في سنة الامتياز والمرات التى حاولت أن أترك ذكرى غير مؤلمة لكل الأطفال.
ويظل الدرس دائما، بعض الألم مهم في حياتنا ليعلمنا شيء ما خفي.
تعليقات
إرسال تعليق